علّمت الشركة 550 ألف عميل، وجمعت استثمارات بقيمة 3.4 ملايين دولار، وتستهدف الاستمرار في بناء التكنولوجيا الخاصة بها مع استخدام الذكاء الاصطناعي، الذي سيجعلها في طليعة مقدمي خدمة التعليم الفعّال للغة الإنجليزية.
(Englease) لتكنولوجيا التعليم التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، تحسين تحصيل اللغة الإنجليزية بالشرق الأوسط، بعد أن وجد فريق العمل إجادة تلك اللغة في المنطقة من أدنى المستويات على مستوى العالم، وفقاً لرئيس الأعمال بالشركة، حسن مكانسي.
تنمية الأشخاص في الشرق الأوسط
أسس الشركة عمر شيحان عام 2019، وانضم إليها مكانسي رئيساً للأعمال في 2022، وهو يمتلك خبرة في التكنولوجيا والشركات الناشئة. يشير مكانسي في حديثه مع فورتشن العربية إلى أن فريق عمل الشركة أراد مساعدة الأشخاص في الشرق الأوسط وتنميتهم والارتقاء بحياتهم وبناء مستقبلهم، ووجد أن ذلك يمكن أن يحدث من خلال التعليم.
ويضيف أن فريق العمل اطلع على أبحاث عديدة من أجل التركيز على المنتج الذي يمكن تطويره، ووجد أن هناك بحثاً للمنتدى الاقتصادي العالمي يشير إلى أن إتقان اللغة الإنجليزية هو المهارة الأولى لقابلية التوظيف الاقتصادي الحديث.
بجانب ذلك، اطلع فريق العمل على مؤشرات اللغة الإنجليزية في منطقة الشرق الأوسط، ووجد أن إجادة اللغة الإنجليزية في المنطقة من أدنى المستويات على مستوى العالم، وفقاً لتقرير مؤشر إجادة اللغة الإنجليزية الصادر عن شركة آي سي إي إف مونيتور (ICEF Monitor) الأوروبية المختصة بأبحاث التعليم.
يشير مكانسي إلى أن عدم إجادة اللغة الإنجليزية يعد عائقاً تنافسياً للأشخاص بالمنطقة، يمنعهم من التأثير على المشاركة بفعالية في الأعمال والنشاطات الاقتصادية الدولية، ومن هنا كان القرار بالتركيز على تحسين مستوى اللغة الإنجليزية بالمنطقة.
نموذج عمل مختلف
يضيف مكانسي أنه بعد استقرار فريق العمل على فكرة تعليم اللغة الانجليزية، اطلع على الحلول المتوفرة بالسوق، ووجد أن الفكرة المنتشرة بها هي التعليم غير المتزامن، بمعنى أن هناك برامج وفيديوهات مسجّلة مسبقاً يمكن للطلاب مشاهدتها في أي وقت، وهو حل ليس مكلفاً وأحياناً يكون مجانياً.
ويشير مكانسي إلى أن الجانب السلبي في هذا النظام هو غياب تفاعل الطالب مع المعلم، وانخفاض مستوى المشاركة وغياب الملاحظات الفورية التي يمكن أن يقدمها المعلم للطالب، وهو ما يقلل من معدل التقدم ويؤدي إلى عدم الانضباط الذاتي.
النظام الثاني الذي وجده فريق العمل في السوق هو الذهاب إلى مراكز لتعليم اللغة الإنجليزية مثل المركز الثقافي البريطاني (British Council)، وفقاً لمكانسي الذي يشير إلى أن فكرة التفاعل في هذه الكيانات جيدة، لكن الجانب السلبي فيها أنها مكلفة وتحتاج إلى وقت للتنقل من مكان لآخر.
توفير دروس وبرامج مباشرة
انطلاقاً من المعطيات السابقة، ركز فريق العمل على وضع حل مختلف، من خلال توفير دروس وبرامج مباشرة في اللغة الإنجليزية، حسب مكانسي الذي يضيف أن التركيز يكون على التفاعل العالي في الصف الدراسي من خلال الدروس المباشرة، حيث يكون هناك تفاعل بين المعلم والطالب، ويكون البرنامج بتكلفة بسيطة، مع وجود جدول زمني مرن.
مع بداية الانطلاق أحضرت الشركة فريقاً من مطوري المناهج الدراسية ومبرمجين لتصميم البرامج، وطورت الشركة منهجاً لتعليم اللغة الإنجليزية عن طريق الحصص الافتراضية، ووظفت مدربين لتقديم المناهج الدراسية بطريقة إنغليز، وفقاً لمكانسي الذي يشير إلى أن مناهج الشركة الدراسية وأساليبها التعليمية معتمَدة من قبل مركز التطوير المهني المستمر (CPD) بالمملكة المتحدة.
يشرح مكانسي أن الطالب في البداية يخوض اختبار تقييم لتحديد المستوى الذي يحتاجه، ثم يلتحق بالبرنامج المناسب له، وعند التخرج يحصل على شهادة معتمدة من مركز التطوير المهني المستمر.
ويشير إلى أن الشركة تقدم مجموعة من البرامج باللغة الإنجليزية العامية لكل المراحل، إذ إن هناك 7 مراحل للغة الإنجليزية العامية.
ويضيف أن الطلب على اللغة الإنجليزية مازال مرتفعاً، فهي لغة عالمية تفتح باب الفرص محلياً وإقليمياً وعالمياً، فضلاً عن أن التوجه إلى التكنولوجيا بكل مجالاتها يحتاج إلى تعلم الإنجليزية، لافتاً إلى أن إجادة اللغة الإنجليزية تزيد من القدرة التنافسية أكثر من أي لغة أخرى، ويؤكد أن التخصص هو سر نجاح الشركات الناشئة.
برنامج طلاقة
أطلقت إنغليز في 2023 برنامج طلاقة، بالتعاون مع مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، وهو مصمَّم خصيصاً للشباب الإماراتيين والعرب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً. ويشير مكانسي إلى أن البرنامج يستهدف تزويد المشاركين بالأدوات والمهارات والثقة التي يحتاجونها للنجاح في بيئة الأعمال العالمية التنافسية.
يركز البرنامج على مهارات التواصل الأساسية للأعمال، وهو مصمم لتلبية متطلبات سوق العمل، والإسهام في التنمية المستدامة لقوى العمل في المنطقة من خلال تعليم اللغة الإنجليزية بالدروس المباشرة.
تحديات واجهت الشركة
أكبر تحدٍّ واجه الشركة هو ملاءمة المنتج للسوق، حسب مكانسي، إذ إن الشركات الناشئة تحتاج وقتاً من أجل بناء منتج مناسب للسوق، مضيفاً أن الشركة لم تبدأ بالتفاصيل الحالية، لكنها طورت المنتج بعد الحصول على ردود الفعل من السوق والعملاء.
يضيف مكانسي أن ثاني التحديات هو كيفية توزيع الصفوف الدراسية خلال اليوم، وهو ما استطاعت إنغليز تجاوزه باستخدام تطبيق لتنظيم الصفوف طوّره مهندسو الشركة. ويُذكر أيضاً تحدي توفير المعلمين الذي تخطّته الشركة عبر التعاقد مع معلمين بدوام كامل، إلى جانب تحدي تطوير نموذج العمل ليتناسب مع السوق؛ إذ بدأت الشركة بنموذج الأفراد الذي تطور ليشمل الشركات أيضاً، ثم إدخال برامج للحكومات التي تريد تطوير المواطنين، ثم نموذج الشراكة مثلما حدث في برنامج طلاقة.
إقناع العملاء بميزات الشركة وسط المشهد التنافسي هو تحدٍّ آخر واجه الشركة، وفقاً لمكانسي الذي يشير إلى أنه توجب على إنغليز أن تحظى بالعديد من الميزات من أجل امتلاك القدرة على إقناع العملاء بالفرق بينها وبين أي جهات أخرى، بجانب تحدي تطوير التكنولوجيا الخاصة بالشركة مع التطور الكبير الذي يحدث في التقنيات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، وهو الدور الذي قام به مكانسي.
الميزة التنافسية
يشير مكانسي إلى أن الميزات التنافسية الخاصة بإنغليز تتمثل في التكنولوجيا التي قامت ببنائها لتسهيل تعلم اللغة الإنجليزية، إذ توفر مرونة في الجدول الزمني، فضلاً عن التركيز على الصفوف الدراسية عالية المشاركة، إلى جانب الأدوات القائمة على التكنولوجيا والواجبات المنزلية والتمارين ونوادي التحدث المخصصة لإتقان التحدث بالانجليزية مع الآخرين، وغيرها لدعم التعلم الفعال للغة.
يضيف مكانسي أن من الميزات أيضاً، البرامج التي طورتها الشركة خصيصاً للشركات التي تريد تنمية اللغة الإنجليزية لموظفيها والارتقاء بمستواهم في بعض القطاعات، منها السياحة والضيافة، وخدمة العملاء، وقطاع الصحة، والخدمات المصرفية، والبيع بالتجزئة، وقطاع الاتصالات. وأكد مكانسي الذي لم يفصح عن ثمن هذه البرامج، أن ذلك يحسّن أداء الشركة والموظفين، خصوصاً الشركات التي تريد النمو والتوجه للسوق العالمية.
توفر إنغليز لوحة تحكم تتيح لمدراء الموارد البشرية والتدريب بالشركات متابعة أداء الموظفين وتقدمهم بفعالية كبيرة، ما يجعلهم قادرين على تحسين خطط التطوير بما يتناسب مع الاحتياجات والقدرات والتطلعات، حسب مكانسي الذي يشير إلى أن ما يميز الشركة أيضاً هو عمل المعلمين مع الشركة بدوام كامل، بعد تدريبهم وتأهيلهم، وهم جميعاً متخصصون في اللغة الإنجليزية.
أبرز أرقام الشركة
أي شخص يريد التعلم من خلال إنغليز يحصل على اشتراك لمدة 3 أو 6 أو 12 شهراً، وفقاً لمكانسي الذي يشير إلى أن أسعار برامج الشركات وهيكلها تختلف عن الأسعار الخاصة بالأفراد، وقدمت الشركة أكثر من 120 ألف حصة دراسية.
يضيف أن الشركة استطاعت دعم 550 ألف عميل تعلموا اللغة الإنجليزية من خلال إنغليز، وأنها لا تركز على الإمارات فقط، لكنها تعلم اللغة الإنجليزية للناطقين باللغة العربية في الشرق الأوسط والعالم، إذ قدمت الشركة خدماتها لطلاب من أكثر من 65 دولة بآسيا وإفريقيا وأميركا وأوروبا، وتشمل تلك الدول 18 دولة عربية.
استطاعت الشركة الحصول على استثمارات بقيمة 3.4 ملايين دولار عام 2021، ويشير مكانسي إلى أنها استطاعت جذب مستثمرين محليين وعالميين، مثل صناديق الاستثمار ليرن كابيتال (Learn Capital) الأميركي، وغلوبال 500 (500 Global) الأميركية، وومضة (Wamda) الإماراتية، وصندوق كوتو (Koto) الإماراتي للاستثمار، وفينتشرز بارتنرز (Ventures Partners) الإماراتية، وصندوق هامبرو بيركس أوريكس (Hambro Perks Oryx) في الإمارات والمملكة المتحدة، ومستثمري دبي أنجل (Dubai Angel) وشركة إي إل إم إي (ELME) بالإمارات.
أهداف الشركة
تستهدف الشركة الاستمرار في بناء التكنولوجيا الخاصة بها مع استخدام الذكاء الاصطناعي الذي سيجعلها في طليعة مقدمي خدمة التعليم الفعّال للغة الإنجليزية، حسب مكانسي، الذي يضيف أن من أهداف الشركة الاستمرار في برامج الشراكة، وتطوير البرامج التي تضمن النمو لإنغليز، مع الأعداد الكبيرة التي تستقبلها.
يضيف أن الشركة تستهدف أيضاً زيادة قدراتها لاستيعاب أعداد الطلاب التي أصبحت في تزايد، خصوصاً مع برنامج الشراكة الذي يحقق أرقاماً أكبر، ويشير إلى أن الشركة علّمت أكثر من نصف مليون فرد خلال عامين، وتسعى لزيادة هذا العدد في فترة أقصر.
