يرغب المليارات من الأشخاص من كافة أرجاء العالم في اكتساب اللغة الإنجليزية، والتحدث بها بطلاقة. هل الدافع وراء ذلك هو تحسين الذات واكتساب لغة إضافية؟ رغم أنه هذا يعتبر دافعًا قويًا لدى العديد من الأشخاص، لكن العديد من الأشخاص الذين يعملون في سوق العمل اليوم يدركون بشكل متزايد أهمية إتقان اللغة الإنجليزية في عالم الشركات. بالإضافة إلى ذلك ، يعتقد عدد لا يحصى من الموظفين، وأرباب العمل على وجه الخصوص، أن إتقان اللغة الإنجليزية هو ضرورة اقتصادية. وفقًا لWorld Economic Forum، فإن هنالك علاقة وطيدة بين مهارات اللغة الإنجليزية للسكان والأداء الاقتصادي للدولة. كما يوجد علاقة وثيقة بين سهولة ممارسة الأعمال التجارية المحلية والخارجية للدولة ومدى إتقان اللغة الإنجليزية فيها.
وجد الإصدار الأخير من EPI، مؤشر إتقان اللغة الإنجليزية، أنه بالنسبة للاقتصادات حول العالم، ترتبط الكفاءة العالية للغة الإنجليزية بارتفاع الناتج المحلي الإجمالي، وارتفاع صافي الدخل، وزيادة الإنتاجية. وعلى المستوى الفردي، أفاد مسؤولو التوظيف ومديرو الموارد البشرية عبر العالم أن الباحثين عن عمل الذين يتمتعون بلغة إنجليزية ممتازة مقارنة بمستوى إتقان اللغة الإنجليزية في بلدهم يحصلون على رواتب أعلى بنسبة 30-50%. كما أنه لا يتحسن الدخل فقط، بل ونوعية الحياة كذلك. حيث وُجِد علاقة طردية بين إتقان اللغة الإنجليزية ومؤشر التنمية البشرية في الدول، وهو مقياس للتعليم ومتوسط العمر المتوقع ومحو الأمية ومستويات المعيشة. لذلك، نلاحظ كيف أن كثير من الدول بدأت بزيادة الاستثمار في مزيد من التدريب على اكتساب اللغة الإنجليزية والمهارات المتعلقة، وهذا بدوره يسلط الضوء على الدور الذي يمكن أن تلعبه اللغة الإنجليزية في مخططات أوسع للنمو الاقتصادي. على سبيل المثال، دولة مثل الهند تعي تمامًا ضرورة كفاءة أشخاصها في اللغة الإنجليزية إذا أرادوا حقًا النجاح في التجارة والأعمال. ودول أخرى تتبع ذات المنهج لتحسين نهوضها الاقتصادي، وبروزها على الصعيد العالمي.
لتحسين الوضع الاقتصادي في الدول النامية، ينبغي الأخذ بعين الاعتبار عوامل عديدة. واحدة من أهم هذه العوامل هو بناء قاعدة متينة من القوى العاملة القادرة على تقديم الخدمات على المستوى المحلي والدولي. ونركز هنا على المستوى الدولي لأن ذلك يعني فرصًا أكبر، ومشاريع تجارية أضخم، واستثمارات أكثر، وبالتالي وضع اقتصادي أفضل. لذلك، هناك حاجة ماسة للتركيز على جودة التعليم أكثر، سواء للأطفال أو الكبار. من عوامل التعليم التي تقود إلى أكبر قدر من الاستفادة من فرص التجارة الدولية وتطوير صناعات قطاع الخدمات هي مستوى لغة إنجليزية جيد جدًا على الأقل. حيث تشير الدراسات إلى وجود علاقة طردية بين مستوى تنمية رأس المال البشري لدولة ما وكفاءة اللغة الإنجليزية.
في عالمنا اليوم، تمثل الخدمات حصة متزايدة من النشاط الاقتصادي العالمي. ومع ذلك، يُعَد تصديرها أصعب من تصدير السلع. يمكن شحن أي سلعة من أي مكان إلى أي بقعة في العالم. لكن جذب الكفاءات ليس بالأمر الهيِّن. كما أن وجود الكفاءات وقدرتها على تصدير خدماتها المميزة ليس بالأمر السهل أيضًا. إذًا لكي تستطيع الدولة أن يكون لها حصة متزايدة في النشاط الاقتصادي، ينبغي أن يكون أفرادها قادرين على تقديم خدمات وقادرين على التواصل عبر هذا السوق العالمي والمليء بالتحديات. ولغة التواصل الرسمية في عالم الأعمال هي اللغة الإنجليزية. إذا كل هذه العوامل المرتبطة ببعضها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر تقودنا إلى نتيجة واحدة وهي أهمية إتقان اللغة الإنجليزية للقوى العاملة للبلد من أجل تحسين الاقتصاد، وزيادة صادرات خدمات الدولة، وزيادة تنافسية الدولة خارجيًا.
أخيرًا، الأفراد أو رواد الأعمال أو الدول التي تولي اهتمامها لتحسين اللغة الإنجليزية ستدخل بسلاسة وقوة أكبر إلى السوق العالمية. الشركة التي لديها قوة عاملة تتقن اللغة الإنجليزية تمتلك فعليًا ميزة تنافسية عن الشركات الأخرى التي لم يكتسب موظفوها اللغة الإنجليزية ولا يتحدثونها بطلاقة. إن كنت رائد شركة، ينبغي عليك معرفة أهمية ذلك الأمر، وفي أي مرحلة أو مستوى تقف شركتك، وكم تحتاج لتطوير اللغة الإنجليزية لديها. مما يعني تحسين التواصل الداخلي والخارجي، وفرصًا أكبر للمنافسة محليًا وعالميًا، وقدرة على جذب الكفاءات والخبرات أكبر، وغيرها من الثمار التي لن تتوقف عن جنيها. ينبغي لجميع الأفراد والطلاب والموظفين وأصحاب الأعمال الوعي بأن معرفة اللغة الإنجليزية في هذا العالم والسوق المتسارع والمُتَطوِّر باستمرار ليست مجرد رفاهية أو سمة إضافية، إنما هي أمر لا غنى عنه.