جمِع العديد من الأخصائيين التربويين والمعلمين ذوي الخبرة على أهمية الأنشطة اللاصفية أو ما يسميها البعض الآخر بالأنشطة اللامنهجية، حيث أنها تتعدى الأهداف المقتصرة على المنهج والتحصيل والعلامات الدراسية، لتركز على مجالات وآفاق أوسع. وتعرف الأنشطة اللامنهجية بالأنشطة التي يقوم بها الطلاب خارج الفصل الدراسي، وقد يتم تضمينها أحيانًا خلال وقت الحصص. إنّ الأنشطة اللامنهجية تعزز الدروس المستفادة في الفصل الدراسي أولًا، وهذا بدوره يتيح للطلاب الفرصة للتطبيق العملي لكن خارج إطار الامتحانات والتمارين الصفية. كما توفر هذه الأنشطة النوعية فرصًا للطلاب لتعلم قيم العمل الجماعي، والمسؤولية الفردية، والجماعية، والقوة البدنية، والقدرة على التحمل، والمنافسة، والتنوع، وفهم الثقافات المتنوعة وقيم المجتمع.
كما أفادت أبحاث ودراسات عديدة أن مؤشرات المشاركة الناجحة في المدرسة، والحضور المستمر، والإنجاز الأكاديمي، وزيادة نسبة الطموح لدى الطلاب كلها تزداد زيادة ممتازة عند المشاركة في الأنشطة اللامنهجية. وينبغي التنويه إلى أهمية النشاطات اللامنهجية أثناء تعلم اللغة الثانية أو الأجنبية في مكان ما، على سبيل المثال، اللغة الإنجليزية في الكثير من البلدان. فالصفوف المدرسية وحتى الجامعية تحتوي على عدد كبير نسبيًا من الطلاب والمتعلمين، ومهما كانت طريقة التدريس جيدة، إلا أن تعرضهم للغة الإنجليزية وتواصلهم بها محدود للغاية. لذلك، ينبغي على المعلمين سد هذه الثغرات وتعزيز استخدام اللغة الإنجليزية من خلال الأنشطة اللامنهجية المتعلقة باكتساب وإتقان اللغة، وغيرها.
ومن الأمثلة على بعض النشاطات أو الفعاليات اللامنهجية التي يتم استخدامها لتحسين تعلم اللغة الإنجليزية، ولصقل إمكانيات الطلاب بشكل عام، ولاستكشاف مواهبهم:
- نوادي المحادثة التي تتطرق لمواضيع متنوعة تتعدى المواضيع المتعلقة بالدراسة والتحصيل الأكاديمي، والتي يتواصل بها المتعلمون باستخدام اللغة الإنجليزية، ويتعلمون أكثر عن الثقافات المختلفة، وقيم المجتمع، وآداب المناظرات، واحترام وتقبل وجهات النظر المختلفة، وغيرها من المواضيع الإبداعية والتي تطلق العنان للطلاب وتفتح في عقولهم دروبًا جديدة من التفكير والطموح والتطلعات.
- الكتابة في صحيفة أو مدونة المدرسة باللغة الإنجليزية. ينبغي أن تكون الكتابة سليمة لدى متعلمي اللغة الإنجليزية، لذلك مثل هذه النشاطات التي تتعلق بالكتابة خارج الصف ستسمح للطلاب بتطبيق ما يتعملوه داخل حصصهم، بل وتحقيق أبعد من ذلك. سيتعلمون مصطلحات جديدة، و يوظفونها في كتابتهم. ويمكن أن يتعلموا عن أنواع جديدة من الكتابة، مثل الكتابة التدوينية، أو الصحفية، أو الكتابة الإبداعية الحرة.
- مهام تطوعية للمدرسة أو للمجتمع، لكن مع مناقشة هذه الأهداف وكيفية القيام بالمهمة باللغة الإنجليزية، وقد يشجع المعلم طلابه على تقديم موجز مميز عن هذه المهام أو الرحلات التطوعية باللغة الإنجليزية أمام المدرسة أو المؤسسة التعليمية.
- طرح بعض الألغاز والأحجيات باللغة الإنجليزية لجذب انتباه الطلاب، وترسيخ بعض المعلومات والقوانين والمصطلحات المذكورة في الصف، والتعرض لأخرى جديدة.
- حضور أفلام وثائقية قصيرة أو بعض الفيديوهات الملهمة باللغة الإنجليزية، ومناقشتها فيما بعد، لتطوير مهارات الاستماع والتحدث لدى المتعلمين.
- نوادي القراءة التي يمكن أن يتم فيها قراءة قصص قصيرة باللغة الإنجليزية، أو روايات بالنسبة للمتعلمين الأكثر تقدمًا، وغيرها. حيث يمكن ربط نشاطات القراءة إما بحوارات بناءة عن ما تم قراءته، أو بكتابة تعليقات خاصة أو آراء أو تلخيصات جذابة.
- فصول تدريب اللغة الإنجليزية المتزامنة التي توفر للطلاب فرصة التعلم في الوقت الفعلي للدرس والتي تساعد على تحسين مهاراتهم اللغوية بسرعة وبفعالية أكبر. كما أن هذه الفصول المتزامنة تزيد من تفاعل الطلاب المباشر وتواصلهم السلس مع معلميهم وزملائهم في الصف، مما يسهل من سير هذه التجربة التعليمية المفيدة والمذهلة.
قائمة الأنشطة والفعاليات اللامنهجية باللغة الإنجليزية قد تطول، فهناك مجال كبير لإيجاد أنشطة لامنهجية رائعة، ويمكن التنويع بينها، كما يمكن الربط بين فعاليات المدرسة نفسها وبين اللغة الإنجليزية عن طريق أدائها فقط باللغة الإنجليزية. كافة الأنشطة اللامنهجية من شأنها تعليم الطلاب مهارات جديدة، وتعزيز أدائهم الأكاديمي الحالي والمستقبلي، واكتسابهم لمهارات اجتماعية موسعة، وتقوية قدرتهم على التواصل والتعبير عن أنفسهم بالطريقة السليمة، وأن تتكون لديهم خلفيات ممتازة عن مهارات العمل المطلوبة، وكيفية تحديد الأهداف، واكتسابهم لمهارات إدارة الوقت وضبط النفس والصبر، والكثير الكثير. لذلك، ينبغي على المدارس الاهتمام بجودة التعليم المتاح في مدارسها وأن لا تقتصر على الأنشطة الصفية فقط حتى لا يشعر الطلاب بالملل، ويفتقدوا التنوع الضروري لبناء شخصياتهم وتحضيرهم للمستقبل الواعد.