مع مرور الزمن وتطوّر التكنولوجيا وتقدّم العلم، تأثّرت المجالات العلميّة والتعليميّة بشكلٍ خاصّ، ويعود هذا الأمر إلى تعلّق المجال التكنولوجي مباشرةً بالمجال التعليمي والعلمي مع أنّهما قد يبدوان بعيدين كلّ البعد عن بعضهما. كما يوجد العديد من الأسباب والمحرّكات التي تتحك بشكلٍ ملحوظ بتغيير أو تبديل الوسائل المستعملة في كلٍّ من المجالات نفسها. وبما أنّها متداخلة، لا شكّ بأنّ التكنولوجيا والمجال الرقمي قد أثّرعلى التّعليم أكثر ممّا أثّر على غيره وبخاصّة في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت المدارس والجامعات والمعاهد العليا تعتمد على الوسائل التكنولوجيّة وعلى الإنترنت بشكلٍ كبير على اختلاف المواد أو التخصّصات الدراسيّة من أجل العروضات والأبحاث وغيرها أمّا في السنتين الماضيتين، تمّ اعتماد على التعليم عن بعد أو عبر الإنترنت بسبب جائحة كوفيد، و من الواضح أنّ ذلك شكّل معضلة في المراحل الأولى للمؤسّسات التعليميّة من جهة وللطلّاب من جهة أخرى. وبالرّغم من سيّئاته، إلّا أنّ للتعلّم عن بعد مميّزات كذلك..
فما هي هذه المميّزات إذًا؟
– اختصار الوقت:
يعطي التعليم عن بعد أفضليّة للطالب باختصار الوقت المطلوب لإنجاز الفروض حيث لديه وصول مباشر على الإنترنت حيث يمكنه البحث بشكلٍ سريعٍ عن المعلومات والحصول على أمثلة ومشاهدة الفيديوهات التطبيقيّة، عوضًا عن البحث عنها في الموسوعة أو المعجم أو الكتب.– الحفاظ على التكافؤ بين الطلّاب:
بما أنّ للطلّاب جميعهم وصول غير محدود إلى شبكة الويب التي تقدّم معلومات لا متناهية، سيقيّم كلّ منهم بحسب قدرته على استعمال هذه المعلومات بالطريقة الصحيحة وتوظيفها بالشكل المناسب عوضًا عن أن يقيّموا بحسب المعلومات التي يختارونها إذ قد تكون إمكانيّاتهم محدودة للحصول عليها إلى جانب عوامل أخرى مثل وجود احتياجات خاصّة لديهم.– المرونة:
يتيح التعليم عن بعد للطلّاب فرصة التعلّم بحسب وتيرتهم الخاصّة، إذ ليس عليهم التواجد في مكان معيّن أو اللّجوء إلى أماكن تتطلّب منهم القيام بمهامهم، كما لتعلّم اللّغة الإنجليزيّة عبر الإنترنت أهميّة عظمى في مشاهدة الفيديوهات وإعادتها والتمرّن عليها والتحكّم بسرعتها عوضًا عن التخلّي عن كتابة المعلومات يديويًّا في الصّف ومجاراة المدرّسين حتّى لا يتسبّبوا بتأخير زملائهم.– نتائج فوريّة:
إنّ التعليم التقليدي والقيام بامتحانات أو اختبارات في الصفّ على الورق يتطلّب المزيد من الوقت والصبر من الطلّاب للحصول على علاماتهم إذ يتحيّم على المدرّسين بتصليح الأوراق واحدة على التّوالي، أمّا عبر الإنترنت تتمّ الإمتحانات اللّغويّة بشكل أوتوماتيكي حيث يعتمد المدرّسين على أساليب تقييميّة موحّدة كأسئلة الإحتمالات المتعدّدة وغيرها.